2025-08-19 06:44:58
يواجه جمال بلماضي مدرب منتخب الجزائر اختباراً حقيقياً لمهاراته القيادية عندما يخوض فريقه مواجهة مصيرية أمام ساحل العاج في الجولة الأخيرة من دور المجموعات بكأس الأمم الأفريقية بالكاميرون. هذه المواجهة التي وصفها بلماضي بأنها “صعبة ولكن ليست الأصعب في مسيرته”، تحمل في طياتها تحدياً وجودياً للفريق الجزائري حامل اللقب الذي يواجه خطر الخروج المبكر من البطولة.
وضع صعب يتطلب حلولاً سريعة
يجد المنتخب الجزائري نفسه في موقف حرج بعد حصده نقطة واحدة فقط من مباراتين، حيث تعادل سلبيًا مع سيراليون ثم خسر مفاجأة أمام غينيا الاستوائية بنتيجة 1-0. هذه النتائج أنهت سلسلة المنتخب الجزائري التي امتدت لـ35 مباراة دون هزيمة، مما وضع الفريق في المرتبة الأخيرة بالمجموعة الخامسة.
بلماضي الذي عُرف بحنكته التكتيكية، اعترف بصعوبة الموقف قائلاً: “نحن في وضع معقد بالفعل، لكننا نحاول إيجاد الحلول اللازمة لتجاوز ذلك”. وأضاف المدرب الذي قاد الجزائر للفوز باللقب عام 2019: “لا يجب أن نتعامل مع الحسابات والضغط بشكل سلبي؛ إنه تحد ويجب الفوز به”.
أزمة تسجيل تهدد أحلام الدفاع عن اللقب
من أكبر التحديات التي تواجه الفريق الجزائري حالياً هي أزمة التهديف، حيث فشل في تسجيل أي هدف في المباراتين السابقتين رغم توفره على العديد من الفرص. هذا الوضع دفع بلماضي للبحث عن حلول سريعة، حيث قال: “لا أريد التفكير كثيراً في الأسباب بل أبحث عن حلول. إذا استغل الفريق الفرص الضائعة لتغير الموقف”.
من جانبه، عبر رياض محرز قائد الفريق ونجم مانشستر سيتي عن تفاؤله بقدرة الفريق على تخطي الأزمة، قائلاً: “لا أفكر أبداً في الخسارة والعودة للديار، يجب تقديم مباراة جيدة والفوز، وأنا متفائل بمواصلة المشوار في الكاميرون”. وأضاف محرز: “ستكون مباراة مفتوحة وصعبة والفريق الأفضل سيفوز. نعيش تحت ضغط ولم نتحل بالفاعلية، ونحن مجبرون على تخطي هذه الظروف”.
سيناريوهات التأهل.. معادلة رياضية معقدة
تتصدر ساحل العاج المجموعة برصيد 4 نقاط، تليها غينيا الاستوائية بثلاث نقاط، ثم سيراليون بنقطتين، وأخيراً الجزائر بنقطة واحدة. هذا الوضع يجعل جميع الاحتمالات مفتوحة للتأهل إلى دور الـ16، حيث يمكن لأفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث أن تتأهل أيضاً.
يحتاج المنتخب الجزائري إلى الفوز على ساحل العاج لتعزيز فرصه في التأهل، سواء بالمركز الثاني أو كأحد أفضل المنتخبات صاحبة المركز الثالث. لكن المهمة لن تكون سهلة أمام ساحل العاج التي تبدو في حالة جيدة وتحتاج فقط إلى التعادل لضمان التأهل.
اختبار حقيقي لقيادة بلماضي
هذه المواجهة تمثل اختباراً حقيقياً لقدرات جمال بلماضي القيادية والفنية، حيث سيتعين عليه إيجاد الحلول المناسبة لأزمة التهديف التي يعاني منها فريقه، مع الحفاظ على التوازن الدفاعي. كما سيكون عليه التعامل مع الضغط النفسي الهائل الذي يعيشه اللاعبون بعد الخسارة المفاجئة التي أنهت سلسلة عدم الهزيمة.
في النهاية، ستكون هذه المباراة محكاً حقيقياً لعزيمة وإرادة المنتخب الجزائري الذي يريد إثبات أن إنجازه بالفوز باللقب عام 2019 لم يكن صدفة، وأنه قادر على الدفاع عن لقبه والبقاء في المنافسة حتى النهاية.